الوسط - زينب التاجر
رثة المظهر ترتدي عباءة ممزقة ومتأبطة نعلها ومهرولة مسرعة مذعورة على محياها ملامح بائسة تحسبها هاربة من أمر ما أو متأخرة على آخر، ويقينا هي فعلا كذلك هاربة من قدر لا يعلم فحواه سواها ومتأخرة على ما اعتادت على ممارسته كل يوم.
في ظهيرة يوم الاثنين نقل شهود عيان لـ «الوسط» حادثة لفتت انتباههم ولم يجدوا لها تفسيرا سوى أن البعض من النساء والرجال والأطفال على حد السواء رأوا جدوى وفائدة مجزية من امتهان «التسول»، إذ شاهدوا امرأة بحرينية شارفت على إنهاء عقدها العشرين تقود سيارة بيضاء من نوع «كريسيدا» وتركنها بحذر في أحد مواقف السيارات التابعة لإحدى العيادات الخاصة في منطقة الزنج وكأنما تخفيها قبل ان تهرول مسرعة قاصدة وجهة تحسبها على عجالة من أمرها، ما حدا بالناظرين إلى تتبع مسارها، متفاجئين بارتدائها أثناء هرولتها نقابا، وواضعة قليلا من الرمل على عباءتها والأدهى من ذلك جلوسها على مقربة من باب إحدى البرادات الكبيرة في المنطقة ومد يدها طالبة العون من المارة.
واللافت وفق ما ينقله شهود عيان يعملون في إحدى العيادات الخاصة القريبة من البرادة بأن المرأة اعتادت كل يوم على ممارسة هذا الفعل منذ الصباح الباكر وحتى العاشرة مساء في الوقت الذي تمارس عملها خلال شهر رمضان منذ الظهيرة وحتى أذان المغرب لتلملم ما جمعته بعد نزول قرص الشمس خلف تلك العباءة الممزقة قاصدة مجدداً سيارتها المخفية لتعاود الكرة في اليوم التالي.